الحمدللہ خالق الموت و الحياة، و مقر ظروف الحياة،
خلقنا في ھذه الدنيا نتقلب فيھا بين الدقائق و الساعات و صلي اللہ علي نبينا محمد۔
اما بعد۔ فأن ابن آدم ينتقل في الکون بستة اسفار:
سفر السلاله من الطين، سفر النطفه من الصلب، سفر من ظلمة البطون الي نور الدنيا،
سفر من بھرج الدنيا الي ظلمة القبور، سفر من القبور الي العرض و الحساب،
سفر الي منزل الاقامة الجنة أو النار أعاذنا اللہ من النار۔
فھذه ستة اسفار ينتقل فيها الانسان حتي يستقر و يقيم في موطنه الحقيقي،
و وقت العمل الذي ھو محاسب عن الوقت فيه يکون في السفر الثالث،
و ھو السفر الذي ينتقل فيه الانسان من ظلمة البطون الي نور الدنيا،
وھي مرحله تحدد ما بعدھا۔ فلنحيي شعار (الوقت ھو الحياة) و(الوقت کالسيف ان لم تقطعه قطعك)
فيما بيننا حتي نفوز في حياتنا و يکون مصيرنا الي الجنه۔ نسأل اللہ ان يعيننا علي انفسنا من انفسنا
في احسن استغلال اوقاتنا، و ان لا نکثر من الغفلات في ايامنا، فأن عواقب الغفلة وخيمه۔
لحظة يا صاحبي ان تغفل
ألف ميل زاد بعد المنزل
رام نقش الشو حيناً رجل
فاختفي عن ناظريه المحمل
و قصه ھذا الشعر:
ان انساناً کان تائھاً في مفازة يمشي علي قدميه، فشھد علي بعد منه محملا امل فيه اسباب النجاة،
فأسر متعجلاً يقصده حافياً، فأصاب الشوکة قدميه، فصرف بصره عن المحمل لحظة،
لنزع الشوکه من قدمه، فغاب عن المحمل! و مات امله و لبسته الحسرات۔
فانظر يا اخي، الي الوقت الذي صرفه صاحب القصة للنظر الي الشوکه،
کيف اثر في حياته، حتي أختفي عن المحمل! فکيف بمن يضيع وقته بالنظر الي اشواك الدنيا؟
فکم يا تري سيضيع من حياته؟